قال بيان صادر يوم أمس السبت عن الاجتماع الوزاري الطارئ لجامعة الدول العربية إن التهم الموجهة من قبل المدعي العام لدى المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس السوداني عمر حسن البشير بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية "غير مقبولة وتقوض سيادة واستقلال البلاد".
وأضاف البيان قائلا إن المحاكم السودانية وحدها هي التي تتمتع بسلطة قضائية على مثل تلك القضايا وهي المنوط بها البت فيها.
وكان وزراء ومندوبون يمثلون 22 دولة عربية قد تداولوا خلال اجتماع مجلس الجامعة، الذي عُقد في مقرها في العاصمة المصرية القاهرة، قد ركزوا في مداخلاتهم على التهم التي تطال الرئيس البشير بشأن المزاعم بارتكابه جرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور السوداني المضطرب خلال السنوات الماضية.
تقويض السيادة
ومما جاء في البيان أيضا القول: "إن المجلس (مجلس الجامعة العربية) يقرر التضامن مع جمهورية السودان في مواجهة المخططات التي تقوض سيادته واستقلاله ووحدته واستقراره، كما يؤكد على عدم قبول الموقف غير المتوازن وغير الموضوعي لمدعي العام المحكمة الجنائية الدولية."
القرار النهائي بشأن اتهام البشير في أيدي قضاة المحكمة الجنائية الدولية
|
وأكد البيان على أن أي تهم أو قضايا قانونية متعلقة بدارفور يجب أن يتم التعامل معها محليا، وشدد على "كفاءة الجهاز القضائي السوداني واستقلاليته وسلطته القضائية وقدرته على تحقيق العدالة."
ومع أن نص بيان الجامعة العربية لم يأت على ذكر التهم الموجهة ضد البشير، إلا أنه حذر من المضاعفات والانعكاسات الممكنة التي قد تتركها مثل تلك التهم على عملية السلام في إقليم دارفور.
مضاعفات "خطيرة"
وتابع البيان بالقول: "إن المجلس يحذر من المضاعفات الخطيرة التي يمكن أن يتركها طلب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية على عملية السلام الراهنة في السودان."
وعلى الرغم من أن الجامعة العربية عبرت بوضوح عن موقفها المؤيد للسودان، إلا أنها تجنبت توجيه إدانة علنية للمحكمة الجنائية الدولية، سواء أكان ذلك في البيان الصادر عن الاجتماع الوزاري الطارئ، والذي استمر أربع ساعات، أو من خلال المؤتمر الصحفي لعمرو موسى، أمين عام الجامعة العربية، الذي تلا الاجتماع.
فقد قال موسى في مؤتمره الصحفي: "لا فائدة من الصراخ وإطلاق الشعارات، إذ علينا أن نتعامل مع هذه القضية في إطار سياسي وقانوني."
وقال موسى إنه يخطط للقيام بزيارة إلى الخرطوم اليوم الأحد في مسعى وصفه بأنه خطة لحل الأزمة في السودان، إلا أنه لم يدل بأي تفاصيل إضافية عن برنامج الزيارة."