جـــــــــرول والزبرقـــــــــان ( إنما هي نملة تدب على لساني )

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي آله وصحبه
=====
جرول والزبرقان ( إنما هي نملة تدب على لساني )
========
ماذا تقــــول لأفـــراخ بذي مرخ . . . حمر الحواصل لا ماء ولا شجر
ألقيت كاسبهم في قعـــر مظـلمة . . . فامنن علي هـــداك الله يا عـمر
أنت الإمام الذي من بعد صاحبه . . . ألقت إليك مقــاليد النهى البشر
ما آثروك بها إذ قدمـــــــوك لها . . . لكن أنفسهم كـــــــانت بك الأثر
---------
- عن الشعبي أن الزبرقان بن بدر أتي عمر بن الخطاب وكان سيد قومه فقال : يا أمير المؤمنين إن جرولا هجاني - يعني الحطيئة –
فقال عمر : بم هجاك ؟
فقال بقوله :
دع المكارم لا ترحل لبغيتها . . . واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
فقال عمر : ما أسمع هجاء إنما هي معاتبة
فقال الزبرقان : يا أمير المؤمنين والذي نفسي بيده ما هجي أحد بمثل ما هجيت به أو ما تبلغ مروءتي إلا أن آكل وألبس
فخذ لي ممن هجاني
فقال عمر : علي بابن الفريعة يعني حسان بن ثابت فلما أتي به
قال له يا حسان : إن الزبرقان يزعم أن جرولا هجاه
فقال حسان بم ؟ قال بقوله :
دع المكارم لا ترحل لبغيتها . . . واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
فقال حسان : ما هجاه يا أمير المؤمنين
قال عمر: فماذا صنع به ؟
قال: سلح عليه
ويقال إنه سأل لبيدا عن ذلك فقال: ما يسرني أنه لحقني من هذا الشعر ما لحقه وأن لي حمر النعم
فقال عمر : علي بجرول فلما جيء به
قال له : يا عدو نفسه تهجو المسلمين فأمر به عمر فجعل في نقير في بئر ثم ألقي عليه شيء
ثم أرسل عمر إلى الحطيئة وقد كلمه فيه عمرو بن العاص وغيره فأخرجه من السجن فانشده قوله
ماذا تقـــــول لأفـــــراخ بذي مَرَخٍ ... زغبِ الحــواصِل لا ماء ولا شجرُ
ألقيت كاسبَهم في قعــــــــر مظلمةٍ ... فامنن عليّ هـــداك الله يا عمـــــرُ
أنت الإِمامُ الذي من بعد صــــاحبِهِ ... ألقى إليك مقـــــــاليدَ النُّهَى البشرُ
لم يؤثروك بها إذ قدَّمـــــــــوك لها ... لكـــن لأنفسِهم كـــــــانت بك الأُثَرُ
فامنُنْ على صِـبيةٍ بالرمل مسكنُهم ... بين الأباطــح تَغْشاهم بها القِـــرَرُ
أهلي فــــدَاؤُكَ كــــــم بيني وبينهُم ... من عَرْض داوِيةً تَعْمَى بها الخُبُرُ
فلما قال الحطيئة: ماذا تقول لافراخ بذى مرخ بكى عمر
فقال عمرو بن العاص: ما أظلت الخضراء ولا اقلت الغبراء أعدل من رجل يبكى على تركه الحطيئة
فدعاه فقال له : ويحك يا جرول لم تهجو المسلمين ؟
قال : لخصال احتوتني إحداهن إنما هي : نملة تدب على لساني، وأخرى إنما هي كسب عيالي بعد، وثالثة أن الزبرقان ذو يسار في قومي وقد عرف رقة حالي وكثرة عيالي فلم يعطف علي وأحوجني إلى المسألة فلما سألته حرمني يا أمير المؤمنين، والسؤال ثمن لكل نوال، وكنت أراه يتمرغ في مال الله ورسوله وأنا أتشحط في الفقر والعيلة، وكنت أراه يتجشأ جشاء البعير وأنا أتقفر فتات خبز الشعير في رحلي مع عيالي، ويا أمير المؤمنين من عجز عن القوت كان أعجز منه عن السكوت.
فلما أخبر عمر برقة حاله وقلة نصر قومه له دمعت عينا عمر
وقال: كم رأس مالك من العيال ؟
فعدهم عليه فأمر لهم بطعام وكسوة ونفقة ما يكفيه سنة
وقال له: إذا احتجت فعد إلينا فلك عندنا مثلها
فقال جرول : جزاك الله يا أمير المؤمنين جزاء الأبرار، وأجر الأخيار، فقد بررت ووصلت، وتعطفت وأمتننت
فلما مضى جرول قال عمر : أيها الناس اتقوا الله في ذوي الأرحام وجيرانكم فمتى علمتم حاجتهم فواسوهم وتعطفوا عليهم ولا تحوجوهم إلى المسألة فإن الله عز وجل يسأل العبد إذا كان غنيا مكفيا عن رحمه وقريبه وجاره إذا كان محتاجا أن يعطيه قبل سؤاله إياه (كنز العمال) الشيرازي في الألقاب
رحمك الله يا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ان كنت في الحق شديد العزيمة وفي جهاد أعداء الله قوي الشكيمة عادلا في الحكم حازما في الرأي مسددا في المشورة شفوقا عطوفا علي أمة سيد الخلق تقيا حييا خاشعا قانتا عابدا وفي متاع الدنيا زاهدا فهكذا يكون الحاكم يا عمر وكيف لا وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (عمر رجل ضرب الله الحق علي قلبه ولسانه – ما سلك عمر فجا إلا سلك الشيطان فجا دون فجه) فما أحوج أمة محمد لحاكم مثلك أو يدانيك
يا عالما بكل شيء ويا من لا يخفي عليه شيئ ويا من علمه محيط بكل شيئ ويا من لا يحيط بعلمه شيئ ويا من ليس كمثله شيئ ويا من لا يشغله شيئ عن شيئ ويا من خضع لعظمته كل شيئ ويا من يسبح بحمده كل شيئ ويا سامع كل شيئ ويا سابق كل شيئ ويا من وسعت رحمته كل شيئ فأنا عبيدك شيئ فلتسعني رحمتك ووالدي والديهم وأخواني وأحبابي وأصلح لي ذريتي فإني تبت إليك اللهم اغفر لي ولوالدي والد والدي ووالديهم ولكل ذي رحم وقرابة ولأحبابي والقائمين بأمر هذا المنتدي ولكل من قرأ لي حرفا أو دعا لي ولسائر المسلمين.
=====
الهادي الفضل عبدالحميد